منصتك المثالية للعلاج في تركيا

جراحة القلب المفتوح في تركيا: لمن وكيف تتم؟

جراحة القلب المفتوح في تركيا

تعد جراحة القلب المفتوح في تركيا من أكثر المجالات الطبية تطورا في السنوات الأخيرة، إذ تمكنت المستشفيات التركية من الجمع بين الخبرة الجراحية الرفيعة، والتقنيات المتقدمة، والرعاية المتكاملة للمرضى قبل وبعد العملية.
ورغم كونها من أكثر العمليات تعقيدا في عالم الطب، فإن نسب النجاح في المراكز التركية أصبحت تضاهي كبرى المراكز الأوروبية والأمريكية، بفضل فرق طبية متخصصة وتجهيزات تقنية عالية الدقة.

في هذه المدونة سنتناول جوانب طبية دقيقة حول جراحة القلب المفتوح، وآلية إجرائها، والمخاطر المحتملة، وأحدث البروتوكولات المستخدمة في تركيا لضمان نتائج علاجية مثالية.

جراحة القلب المفتوح هي تدخل جراحي يتم فيه فتح عظمة القص (Sternum) للوصول مباشرة إلى عضلة القلب والأوعية الرئيسية، بهدف إصلاح أو استبدال مكونات القلب التالفة.
تعد هذه العملية من أعقد الجراحات البشرية، نظرا لأنها تتطلب إيقاف القلب مؤقتا، وتشغيل جهاز خاص يقوم بوظائفه الحيوية طوال فترة الجراحة.

  • تخدير عام شامل مع مراقبة دقيقة لكل الوظائف الحيوية.
  • فتح عظمة القص بطول 20–25 سم للوصول إلى التجويف الصدري.
  • ربط المريض بجهاز القلب والرئة الصناعي (Cardiopulmonary Bypass)، الذي يقوم بضخ الدم وتزويده بالأوكسجين بينما يكون القلب متوقفا.
  • إيقاف القلب مؤقتا باستخدام محلول بارد خاص يسمى Cardioplegic Solution، يحافظ على أنسجة القلب من التلف أثناء توقفه.
  • إجراء الإصلاح أو الاستبدال المطلوب (صمام، شريان تاجي، عيب خلقي…).
  • إعادة تشغيل القلب تدريجيا بعد إزالة الجهاز الصناعي، مع مراقبة النبض والوظيفة الكهربائية للقلب عبر تخطيط مباشر.
  • إغلاق عظمة القص بأسلاك معدنية دقيقة تضمن ثباتها أثناء الالتئام.

تجرى هذه العملية في الحالات التي لا يمكن علاجها بالأدوية أو بالقسطرة، وأبرزها:

  • تبديل أو إصلاح الصمامات القلبية (الميترالي، الأبهري، ثلاثي الشرفات).
    • تستخدم صمامات ميكانيكية أو نسيجية (حيوانية أو بشرية) حسب عمر المريض وحالته.
  • جراحة مجازة الشريان التاجي (CABG)
    • لعلاج انسداد الشرايين التاجية عبر زرع شرايين أو أوردة بديلة لتأمين تدفق الدم إلى عضلة القلب.
  • إصلاح العيوب الخلقية في القلب مثل الثقوب بين الأذينين أو البطينين.
  • إزالة الأورام القلبية (Myxoma أو Sarcoma).
  • زراعة القلب الكامل في حالات الفشل القلبي النهائي.
  • استبدال الشريان الأورطي الصاعد أو القوس الأبهري عند وجود تمدد أو تسلخ شرياني خطير.

تميزت المراكز التركية بدمج الابتكارات التكنولوجية الحديثة في كل مرحلة من مراحل العملية الجراحية، مما جعلها أكثر أمانا وفعالية.

المستشفيات التركية تستخدم أجهزة القلب والرئة من الجيل الرابع التي تتميز بـ:

  • دقة عالية في توازن الضغط الدموي والأوكسجة.
  • تقليل زمن التوقف القلبي عبر أنظمة تدفق ذكية.
  • مرشحات تمنع انتقال الجلطات الدقيقة إلى الدماغ.

خلال العملية، يتم استخدام أجهزة مراقبة تدفق الدم إلى الدماغ (NIRS Monitoring) لتفادي أي نقص أكسجة.
كما تستخدم أنظمة تخطيط كهربية القلب رباعية الأبعاد (4D ECG Mapping) لمتابعة النشاط الكهربائي أثناء إعادة تشغيل القلب.

تتميز المراكز التركية بوجود غرف عمليات هجينة (Hybrid OR) مجهّزة بتصوير شعاعي فوري (Fluoroscopy) وتصوير فوق صوتي (TEE) لتقييم عمل القلب والصمامات أثناء العملية نفسها. هذا يسمح بإصلاح الأخطاء أو ضبط الصمام في نفس الجلسة دون الحاجة لجراحة ثانية.

يتم استخدام مشارط بالموجات فوق الصوتية (Ultrasonic Scalpels) بدلا من المشارط التقليدية لتقليل النزيف وتلف الأنسجة. كما تستخدم أجهزة إغلاق أوعية دقيقة تعمل بالتردد الحراري لضمان السيطرة على النزف بشكل كامل.

قبل بدء العملية، يخضع المريض لسلسلة من الفحوصات الدقيقة تشمل:

  • تحاليل الدم الشاملة لتقييم وظائف الكبد والكلى والتجلط.
  • تخطيط القلب الكهربائي (ECG) وتصوير القلب بالأيكو لتحديد حالة الصمامات والبطينين.
  • تصوير الأوعية التاجية (Coronary angiography) عند الحاجة لتحديد مواضع الانسدادات.

يتم بعدها تخدير المريض تخديرا عاما كاملا، ثم يوصل بأنظمة المراقبة الحيوية لمتابعة ضغط الدم، النبض، الأكسجين، وثاني أكسيد الكربون لحظة بلحظة.

  • يقوم الجراح بعمل شق وسطي في عظم القص (sternotomy) — أي في منتصف الصدر — للوصول مباشرة إلى القلب.
  • بعد فتح القفص الصدري بلطف، يكشف غشاء القلب (التامور) ويفتح جزئيا لإظهار القلب.

هذه الخطوة تتم بعناية شديدة لتجنب أي نزف أو أذية في الأنسجة المحيطة.

عند الحاجة، يتم توصيل المريض بجهاز القلب والرئة الصناعي، الذي يتولى مؤقتا:

  • ضخ الدم إلى الجسم.
  • إمداده بالأوكسجين وإزالة ثاني أكسيد الكربون.

يستخدم هذا الجهاز حتى يتمكن الجراح من إيقاف القلب مؤقتا وإجراء الإصلاحات بدقة عالية دون تدفق الدم داخل الحجرات القلبية.

يتم حقن محلول خاص يسمى محلول كارديوبيجيا (Cardioplegia) في شرايين القلب، وظيفته:

  • إيقاف تقلص عضلة القلب مؤقتا.
  • حماية أنسجته من نقص الأوكسجين أثناء العمل الجراحي.

بمجرد توقف القلب، يبدأ الجراح في تنفيذ الإجراء المطلوب — سواء كان:

  • تطعيم مجازات الشرايين التاجية (Bypass surgery)،
  • أو إصلاح/استبدال الصمامات القلبية،
  • أو ترميم جدار البطين،
  • أو استبدال جزء من الشريان الأورطي.
  • في جراحة المجازة التاجية: يتم أخذ وريد من الساق أو شريان من الصدر وتوصيله لتجاوز الانسداد.
  • في جراحة الصمامات: تزال الصمامات التالفة ويُزرع بديل ميكانيكي أو بيولوجي.
  • في إصلاحات القلب الخَلقية: تغلق الفتحات أو تصحح العيوب في الحاجز القلبي.

كل هذه الإجراءات تتم تحت تكبير بصري دقيق ومراقبة مستمرة للتروية الدموية.

بعد الانتهاء من الإصلاح، يتم:

  • تسخين الجسم تدريجيا إلى درجة حرارته الطبيعية.
  • إزالة محلول الكارديوبيجيا.
  • ثم يحفز القلب ليعود للنبض الطبيعي تلقائيا أو عبر صدمة كهربائية خفيفة إن لزم الأمر.

يفصل المريض تدريجيا عن جهاز القلب والرئة الصناعي بعد التأكد من أن القلب يؤدي وظيفته بكفاءة.

  • توضع أنابيب تصريف صغيرة (drains) حول القلب والصدر لتصريف أي دم أو سوائل متبقية.
  • يغلق عظم القص بأسلاك معدنية قوية لضمان التئامه جيدا.
  • تخاط طبقات الجلد والأنسجة بشكل تجميلي متقن.

ينقل المريض بعد ذلك إلى وحدة العناية القلبية المركزة (ICU) للمراقبة الدقيقة خلال أول 24–48 ساعة.

  • يراقب ضغط الدم، نبض القلب، كمية البول، ونسبة الأوكسجين باستمرار.
  • تعطى الأدوية لمنع تشكل الجلطات وتنظيم ضربات القلب.
  • يبدأ المريض بالتنفس العميق والحركة التدريجية بإشراف الفريق الطبي.

يخضع المريض قبل جراحة القلب المفتوح إلى تقييم طبي شامل يشمل:

  • فحوصات الدم والهرمونات ووظائف الكبد والكلى.
  • تصوير إيكو ثلاثي الأبعاد للقلب.
  • تصوير الأوعية التاجية بالقسطرة.
  • تقييم رئوي وتنفسـي لتقدير قدرة المريض على تحمل التخدير والجراحة.

يمنع المريض من التدخين ويطلب منه إيقاف الأدوية المميعة للدم قبل الجراحة بعدة أيام.

بعد انتهاء الجراحة، ينقل المريض إلى وحدة العناية المركزة القلبية (Cardiac ICU) حيث تتم:

  • مراقبة مستمرة لمعدل النبض وضغط الدم وتوازن السوائل.
  • إزالة أنبوب التنفس خلال 6–12 ساعة عادة.
  • بدء العلاج الطبيعي التنفسي لمنع تجمع السوائل في الرئتين.
  • نقل المريض إلى القسم بعد 24–48 ساعة، ثم يُخرّج غالبًا خلال أسبوع.

خلال مرحلة النقاهة، يتم وضع خطة إعادة تأهيل قلبي (Cardiac Rehabilitation Program) تتضمن تمارين تدريجية، نظاما غذائيا خاصا، وضبط الأدوية الداعمة لوظيفة القلب.

رغم أن جراحة القلب المفتوح تعد من أكثر العمليات دقة وتعقيدا، فإن نسب النجاح في المراكز التركية الحديثة تتجاوز 95% بفضل التقنيات المتطورة والرعاية المركزة المتخصصة. ومع ذلك، تبقى هناك مضاعفات محتملة تستدعي وعي المريض ومتابعة دقيقة من الفريق الطبي.

  • السبب: نتيجة تهيج عضلة القلب بعد الجراحة أو تغير التوصيل الكهربائي أثناء إصلاح الصمامات أو الشرايين.
  • الأعراض: خفقان سريع، دوار، أو تعب مفاجئ.
  • العلاج: استخدام أدوية مضادة لاضطراب النظم، أو مؤقتا تركيب جهاز صدمات صغير (Pacemaker).
  • في تركيا: تستخدم أنظمة مراقبة نظم القلب المستمرة داخل وحدة العناية القلبية لتشخيص الاضطراب فور حدوثه والتعامل معه بدقة.
  • السبب: فتح عظمة القص (Sternotomy) يشكل منفذا للميكروبات في بعض الحالات النادرة.
  • الوقاية:
    • التعقيم الكامل في غرف العمليات الرقمية ذات أنظمة الهواء النقي (Laminar Flow).
    • إعطاء مضادات حيوية وقائية قبل وبعد الجراحة.
  • العلاج: تنظيف موضعي أو، في الحالات النادرة، تدخل جراحي محدود.
  • ميزة المراكز التركية: وجود أقسام مخصصة لمتابعة التئام الجروح تحت إشراف فرق تمريض متخصصة في جراحة الصدر.
  • السبب: ضعف تجلط الدم بعد استخدام جهاز القلب والرئة الصناعي أو من الأوعية التي تمت خياطتها حديثا.
  • المتابعة:
    • مراقبة دقيقة للضغط الشرياني ونزف أنابيب التصريف.
    • إجراء اختبارات دم متكررة لتقييم عوامل التخثر.
  • التعامل:
    • في معظم الحالات، يضبط النزيف دوائيا.
    • نادرا ما تتطلب الحالة إعادة فتح الجرح لإيقاف النزف.
  • في تركيا: تستخدم تقنيات “خياطة دقيقة بخيوط قابلة للامتصاص” لتقليل احتمالية النزيف بنسبة تفوق 80%.
  • السبب: ضعف عضلة القلب بعد فترة توقفها أثناء الجراحة.
  • التدبير الطبي:
    • إعطاء أدوية منشطة للقلب (Inotropes).
    • استخدام أجهزة مساعدة على ضخ الدم (Intra-Aortic Balloon Pump) في الحالات المتقدمة.
  • النتائج: غالبية المرضى يستعيدون الوظيفة القلبية الطبيعية خلال أيام قليلة بفضل الرعاية المركزة الدقيقة.
  • السبب: بطء حركة الدم أثناء فترة النقاهة أو بعد تبديل الصمام.
  • الوقاية:
    • إعطاء مضادات تخثر (Warfarin أو NOACs).
    • تشجيع المريض على الحركة المبكرة بعد العملية.
  • المتابعة: يتم ضبط جرعات الدواء وفق فحوص INR اليومية تحت إشراف طبيب القلب.
  • السبب: الألم بعد العملية قد يمنع المريض من التنفس بعمق أو السعال بشكل فعال.
  • العلاج والوقاية:
    • تمارين تنفسية باستخدام جهاز التحفيز التنفسي (Incentive Spirometer).
    • جلسات علاج طبيعي تنفسي يومية.
  • في المستشفيات التركية: يشرف اختصاصي علاج تنفسي على المريض منذ اليوم الأول بعد الجراحة لضمان توسع الرئتين ومنع الالتهاب الرئوي.
  • السبب: تأثير أدوية التخدير وتغيرات الدورة الدموية الدماغية.
  • الوقاية:
    • تقليل زمن التخدير واستخدام أدوية حديثة قصيرة المفعول.
    • تهيئة بيئة هادئة وإشراك العائلة في مراحل الاستيقاظ الأولى.
  • النتيجة: تزول الأعراض خلال يومين إلى ثلاثة أيام في معظم الحالات.

إن جراحة القلب المفتوح في تركيا تمثل اليوم قفزة نوعية في الطب الجراحي، حيث تلتقي الخبرة الأكاديمية مع التقنية المتطورة والرعاية الإنسانية في منظومة علاجية متكاملةوفي ظل هذه الإمكانات، أصبحت تركيا وجهة مفضلة للمرضى من الشرق الأوسط وأوروبا وشمال إفريقيا الذين يبحثون عن نتائج علاجية دقيقة، وشفاء آمن، ورعاية على مستوى عالمي.

إن كنت تفكر في إجراء جراحة قلبية في تركيا، فنحن جاهزون لمرافقتك ودعمك خطوة بخطوة — من تقييم حالتك الطبية إلى التنسيق مع أفضل جراحي القلب في المستشفيات التركية المعتمدة. تواصل معنا 📞 الان واحصل على استشارة طبية مجانية لحالتك.